تاريخيا كانت تسمى جماعة بني حذيفة “رثناين نآيث حذيفة” أو “السوق نرثناين” وذلك نسبة إلى السوق الأسبوعي الذي كان يقام ولا يزال كل يوم اثنين ، وقد شكل هذا الأخير الشريان الحيوي ، والمتنفس الاقتصادي والتجاري لمشيخة” ايث حذيفة” وكذا مناسبة اجتماعية للبث في الكثير من قضايا وإشكاليات الساكنة ، واتخاذ بعض القرارات من طرف وجهاء القبيلة.

وايث حذيفة جزء من قبيلة بني ورياغل التي تحدها قبيلة صنهاجة من جهة الغرب.

من بين أهم القبائل الأمازيغية التي استوطنت قديما شمال إفريقيا  قبيلة أجراوة أو زناتة، التي استقرت مابين تلمسان شرقا، إلى حدود فاس غربا، والى هذه القبيلة تنتمي الملكة ديهيا (الكاهنة) التي اشتهرت بمقاومتها الشرسة للغزو العربي الأموي لشمال إفريقيا لعقود من الزمن، بمساندة قبائل بنو يفرن وعند انهزامها على يد حسان بن النعمان سنة 74 هجرية، تشتت شعبها فدخل جزء منهم إلى الشمـال المغربـي وعرفـوا “بالبرانيص”،

  ومنهم تفرعت اغلب القبائل التي شكلت ساكنة المغرب الأقصى ومنها نفزة ابن مكلاتة، مكناسة، و زواغة، و مطماطة، وقبيلة بني يصليتن الذين استوطنوا الريف الشرقي الممتد من حوض ملوية شرقا إلى وادي النكور غربا ، كما استوطن أبناء عمومتهم نفزة ابن مكلاتة ما بين وجدة شرقا إلى حدود مسطاسة غربا ، ومن قبائل نفزة تفرعت قبائل بني يزناسن، واكزناية ، و مرنيسة ، وبني عمرت ، و بني يطفت، و بقيوة، و امغيلة باحواز فاس، وبني ورياغل، هذه الأخيرة تـتكون من أبناء جدهم المسمـى: (ورياغل) ومن أبنائه عياش وهو جد بني بوعياش، ويوسف بن يعلا وهو جد ايث يوسف وعلي، هذان الاثنان هما آخر أمراء إمارة النكور، ومن أبناء ورياغل أيضا محمادي وهو جد امرابطن، نسبة إلى العدد الكبيرمن المرابط التي كانوا يقيمونها على ضفتي واد غيس ونجوده العليا، ومن أبناء ورياغل أيضا عبد الله وهو جد  قبيلة ايث عبد الله، واحمد وهو اصغر أبناء ورياغل، وقد حفظ القران منذ صغره ودرس الحديث على يد كبار مشايخ إمارة النكور، مما جعل أبناء عصره يلقبونه بحذيفة (تيمنا بحذيفة بن اليمان الذي كان صحابيا جليلا عاش في عصر الرسول (ص)، وكان من أحب الناس إليه توفي ببغداد سنة 36 للهجرة ) ومن أبناء احمد بن ورياغل (حذيفة): بوجطاط و أرقراق هذا الأخير  توفي في ريعان شبابه وترك زوجته حبلى مع أخيه، والتي ولدت ابنا ذكرا حمل اسم أبيه (ارقاق)، الذي شكل بمعية عمه ومن انظم إليهما من قبائل نفزة ساكنة جماعة ايث حذيفة والتي لا تزال تحمل هذا الاسم إلى يومنا هذا.

الوسط الطبيعي لجماعة بني حذيفة :

يتكون المجال الجغرافي لجماعة بني حذيفة أساسا من الهضاب والجبال، إضافة إلى مساحة شبه سهلية تتمركز أساسا في دواري تمركالت واحدوثا ، ويخترق المجال الجغرافي للجماعة عدة أودية، أهمها واد غيس الدائم الجريان، وتتوزع تضاريسها على النحو التالي :

– هضاب 50  %  .

– جبال 40%

الكثافة السكانية لجماعة بني حذيفة :

بلغ عدد ساكنة جماعة بني حذيفة حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2004   6324 منهم 2950 من الذكور و3378 من الإناث. في حين كانت تصل هذه النسبة إلى 6796 حسب إحصاء 1994 ، مما يعني أن ساكنة الجماعة عرفت انخفاضا ملحوظا خلال هذا العقد، ومرد ذلك إلى موجة الهجرة بنوعيها الداخلي والخارجي لا سيما تلك التي عرفتها فئة الشباب نحو اسبانيا بالخصوص    ، وكذا هجرة بعض الأسر بعدما تهدمت منازلهم من جراء زلزال 2004.

الموارد الطبيعية لجماعة بني حذيفة :

يخترق الجماعة واد دائم الجريان هو واد غيس الذي يستغل في بعض الأنشطة الفلاحية، إضافة إلى بعض الوديان الأخرى موسمية الجريان كواد “تمذوين” الذي يمر عبر دواوير: إحدوثا، بوجطاط و مشكور، و واد تزمورين الذي يخترق دواري تزمورين و إهارونا.